يعتبر الكثير من الناس شهر رمضان هو شهر التغيير، وقد يتخذه البعض كبداية جديدة وفرصة للتحسن -خاصة أصحاب الأمراض والمشاكل الصحية- والذي يعتبر مرضى السكري من أهمهم.
فقد يعتقد الكثيرون أن الصيام يشكل خطراً على مرضى السكري لما قد يواجهه المريض من تحديات؛ لكن هل تعلم أن هناك أسراراً خفية تساعد مرضى السكري على الصيام بأمان؟
في هذا المقال، نكشف لك ما لا يخبرك به أحد، ونقدم لك نصائح ذهبية لتجعل رمضانك صحياً بالتالي لا تتعطل خططك الروحانية خلال الشهر الفضيل.
همسات الأنسولين: كيف تستمع إلى لغة جسدك؟
جسمك يتحدث إليك طوال الوقت، لكن هل تستمع إليه؟ خلال شهر رمضان، يصبح الاستماع إلى “همسات الأنسولين” أكثر أهمية من أي وقت مضى.
تعلم كيف تميز بين أعراض ارتفاع وانخفاض السكر، وكيف تتصرف في كل حالة. لا تعتمد فقط على الأجهزة، بل تعلم كيف تستشعر احتياجات جسدك.
مراقبة الأعراض:
من الضروري أن تتعلم كيف تتعرف على هذه الإشارات:
الاستجابة الفورية:
- عند الشعور بأي من هذه الأعراض، يجب عليك التصرف بسرعة، والتواصل مع طبيبك.
- إذا كنت تشك في ارتفاع السكر في الدم، قم بقياس مستوى السكر في الدم باستخدام جهاز القياس الخاص بك.
- إذا كان مستوى السكر مرتفعًا، اشرب الماء وتناول الأدوية الموصوفة لك بعد استشارة الطبيب.
- إذا كنت تشك في انخفاض السكر في الدم، تناول وجبة خفيفة تحتوي على الكربوهيدرات سريعة الامتصاص، مثل قطعة من الفاكهة أو كوب من العصير.
- انتظر 15 دقيقة، ثم قم بقياس مستوى السكر في الدم مرة أخرى.
- إذا كان مستوى السكر لا يزال منخفضًا، توجه لطبيبك أول لأقرب مستشفى لمساعدتك.
السر في مائدة رمضان: أطعمة تحميك من تقلبات السكر
مائدة رمضان ليست مجرد مكان لتناول الطعام، بل هي ساحة لتحقيق التوازن الغذائي. اكتشف سر مائدة رمضان الذي يساعدك على تنظيم مستويات السكر في الدم ويحميك من تقلباته، ويمنحك الطاقة اللازمة للصيام.
- الأطعمة الغنية بالألياف: مثل الخضروات الورقية والحبوب الكاملة، فهي تساعد على إبطاء امتصاص السكر.
- البروتينات الصحية: مثل الأسماك والدجاج المشوي، فهي تمنح شعوراً بالشبع وتساعد على الحفاظ على كتلة العضلات.
- الدهون الصحية: مثل الأفوكادو والمكسرات، فهي تمنح الطاقة وتساعد على امتصاص الفيتامينات.
فاختيار ما تأكله بعناية، ووضع بعض الأصناف الأساسية ضمن مائدتك الرمضانية، لا يحافظ على مستوى السكر وحسب وإنما بإمكانه الحفاظ على صحتك العامة ودعم صيامك وأنشطتك اليومية.
عندما يؤثر مزاجك على سكرك: كيف تستغل رمضان لتحسين صحتك النفسية؟
لا يخفى على أحد أن مرض السكري يتطلب إدارة دقيقة لمستويات السكر في الدم، ولكن ما قد يغفل عنه البعض هو التأثير الكبير للحالة النفسية على هذه المستويات. فالضغوط النفسية، والتوتر، والقلق، والاكتئاب، كلها عوامل يمكن أن تؤدي إلى ارتفاع مستويات السكر في الدم، مما يجعل التحكم في المرض أكثر صعوبة؛ وذلك يتمثل في:
-
التوتر والقلق:
- عندما نشعر بالتوتر أو القلق، يفرز الجسم هرمونات التوتر مثل الكورتيزول والأدرينالين، التي تزيد من إنتاج الجلوكوز في الكبد، مما يؤدي إلى ارتفاع مستويات السكر في الدم.
- كما أن التوتر والقلق قد يدفعان بعض الأشخاص إلى تبني سلوكيات غير صحية، مثل تناول الأطعمة غير الصحية أو إهمال ممارسة الرياضة، مما يزيد من صعوبة التحكم في السكري.
-
الاكتئاب:
- الأشخاص المصابون بالسكري هم أكثر عرضة للإصابة بالاكتئاب، والاكتئاب بدوره يمكن أن يؤثر سلبًا على إدارة السكري.
- فقد يؤدي الاكتئاب إلى فقدان الدافعية لاتباع نظام غذائي صحي، أو ممارسة الرياضة، أو حتى تناول الأدوية بانتظام.
رمضان فرصة لتحسين الصحة النفسية:
رمضان ليس فقط شهر الصيام عن الطعام، بل هو أيضاً شهر الصيام عن التوتر والقلق. استغل هذه الفرصة لتحسين صحتك النفسية، والتخلص من الضغوط التي تؤثر على مستويات السكر في الدم. إليك بعض الطرق التي يمكنك من خلالها استغلال هذا الشهر الفضيل:
- الروحانية والتقرب إلى الله:
- الصيام والعبادة والتقرب إلى الله يمكن أن يمنحك شعورًا بالسلام الداخلي والهدوء النفسي، مما يساعد على تقليل التوتر والقلق.
- كما أن الصلاة والتأمل يمكن أن يساعدان على تهدئة الأعصاب وتخفيف الضغوط النفسية.
- التواصل الاجتماعي:
- رمضان هو شهر التواصل والتراحم، فاحرص على قضاء وقت ممتع مع العائلة والأصدقاء، والمشاركة في الفعاليات الاجتماعية.
- التواصل الاجتماعي يمكن أن يساعد على تخفيف الشعور بالوحدة والعزلة، وتعزيز الشعور بالانتماء والدعم.
- النظام الغذائي الصحي:
- رمضان فرصة لتبني نظام غذائي صحي ومتوازن، والابتعاد عن الأطعمة غير الصحية والسكريات المكررة.
- تناول الأطعمة الصحية يمكن أن يساعد على تحسين مستويات السكر في الدم، وتحسين المزاج والطاقة.
- النوم الكافي:
- احرص على الحصول على قسط كافٍ من النوم خلال شهر رمضان، فالنوم الجيد يساعد على تحسين المزاج وتقليل التوتر.
- حاول تنظيم وقت النوم قدر الإمكان.
- ممارسة الرياضة الخفيفة:
- يمكن ممارسة بعض التمارين الرياضية الخفيفة بعد الإفطار، مثل المشي.
- الرياضة تساعد على تحسين المزاج وتقليل التوتر.
خريطة الأمان: متى يجب عليك الإفطار؟
الصيام في شهر رمضان هو ركن من أركان الإسلام، ولكن الشريعة الإسلامية وضعت قواعد واضحة تراعي صحة الإنسان. إذا كان الصيام يضر بصحتك، فليس واجبًا عليك. تعلم كيف تقرأ “خريطة الأمان”، وتحدد متى يجب عليك الإفطار حفاظًا على سلامتك.
متى يجب عليك الإفطار؟
- انخفاض سكر الدم:
- إذا شعرت بأعراض انخفاض سكر الدم ، مثل الدوخة، والتعرق، أوعدم وضوح الرؤية، يجب عليك كسر الصيام فورًا.
- قياس سكر الدم: إذا كان لديك جهاز قياس السكر، قم بقياسه. إذا كان أقل من 70 ملغ/ديسيلتر، فهذا مؤشر على انخفاض السكر.
- استخدام أهل المريض لإبرة الجلوكاجون فى حالة انخفاض السكر الشديد، أو فقدان الوعى.
- ارتفاع سكر الدم الشديد:
- إذا شعرت بأعراض ارتفاع سكر الدم الشديد، مثل العطش الشديد، وكثرة التبول، والغثيان، أوالقيء، يجب عليك كسر الصيام فورًا.
- قياس سكر الدم: إذا كان لديك جهاز قياس السكر، قم بقياسه. إذا كان أعلى من 240 ملغ/ديسيلتر مع ظهور الأعراض، فهذا مؤشر على ارتفاع السكر ويجب استشارة الطبيب المعالج.
- الأعراض الأخرى:
- إذا شعرت بأي أعراض خطيرة أخرى، مثل ألم الصدر، أو صعوبة التنفس، أو فقدان الوعي، يجب عليك كسر الصيام فورًا والتماس العناية الطبية.
- الجفاف الشديد: إذا شعرت بجفاف شديد، وخصوصا عند كبار السن؛ مثل: العطش الشديد، جفاف الفم والجلد، قلة التبول، البول الداكن،أو الصداع، يجب عليك كسر الصيام.
- الحمل أو الرضاعة: إذا كانت المرأة حاملًا أو مرضعًا وشعرت بأي أعراض غير طبيعية، عليها كسر الصيام.